اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 134
آدميا قد دخل
داره بغير إذنه يريد نفسه، فدافع موسى عن نفسه مدافعة أدت إلى فقء عين ملك الموت،
وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دارغيره بدون إذنه.
قال ابن حبان: (كان
مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي كان يعرفه موسى - u - عليها، وكان موسى غيورا، فرأى في داره رجلا لم
يعرفه، فشال يده فلطمه، فأتت لطمته على فقء عينه التي في الصورة التي يتصور بها،
لا الصورة التي خلقه الله عليها... ولـما كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخل
داره بغير إذنه، أو الناظر إلى بيته بغير أمره، أنه لا جناح على فاعله، ولا حرج
على مرتكبه، للأخبار الجمة الواردة فيه... كان جائزا اتفاق الشريعة بشريعة موسى،
بإسقاط الحرج عمن فقأ عين الداخل داره بغير إذنه، فكان استعمال موسى هذا الفعل
مباحا له، ولا حرج عليه في فعله، فلما رجع ملك الموت إلى ربه، وأخبره بما كان من
موسى فيه، أمره ثانيا بأمر آخر، هو أمر اختبار وابتلاء، فلما علم موسى كليم الله
أنه ملك الموت، وأنه جاءه بالرسالة من عند الله، طابت نفسه بالموت، ولم يستمهل،
وقال: الآن، فلو عرف موسى في المرة الأولى أنه ملك الموت، لاستعمل ما استعمل في
المرة الأخرى عند تيقنه وعلمه به)[1]
بل إنهم ـ
ولأهمية المسألة عندهم ـ بنوا الكثير من العقائد على هذا الحديث، حتى أن بعضهم ـ
وهو السلفي الكبير محمد بن أحمد العلوي ـ ألف في ذلك كتابا بعنوان [توضيح طرق
الرشاد لحسم مادة الإلحاد في حديث صك الرسول المكلم موسى u للملك الموكل بقبض أرواح العباد]
وقد حاول فيه أن
يبين أن الملاك الذي فقأ موسى u هو ملاك الموت، وأن عينه فقئت حقيقة، ولولا
أن الله ردها عليه لبقي أعور.. يقول في ذلك: (إن ملك الموت جاء