responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 103

فمنها تصويره أن لله ذراعا، وأن لها طولا مقدرا محدودا، فقد روى في ذلك عن رسول الله a: (ضرس الكافر مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار كما بين قديد ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار، جل اسمه) [1]

وهذا الحديث يجعل الله تعالى قزما صغيرا بالنسبة لجلد كافر واحد وضرسه، فكيف بجسمه جميعا.

ومن تلك الأحاديث ما رواه مرفوعا إلى النبي a أنه قال: (لما خلق الله آدم، ونفخ فيه من روحه ؛ قال بيده وهما مقبوضتان: خذ أيها شئت يا آدم، فقال: اخترت يمين ربي، وكلتا يداه يمين مباركة، ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته، وإذا كل إنسان منهم عنده عمره مكتوب)[2]

وهذا الحديث الذي يصور الله وكأنه يلعب مع آدم عليه السلام، يستدل به السلفية على إثبات اليدين لله، وأنه ليس لله يسار، قال ابن خزيمة في هذا: (باب: ذكر سنة ثامنة تبين وتوضح أن لخالقنا جل وعلا يدين، كلتاهما يمينان، لا يسار لخالقنا عز وجل ؛ إذ اليسار من صفة المخلوقين، فجل ربنا عن أن يكون له يسار)[3]

وقال: (.. بل الأرض جميعا قبضة ربنا جل وعلا، بإحدى يديه يوم القيامة، والسماوات مطويات بيمينه، وهي اليد الأخرى، وكلتا يدي ربنا يمين، لا شمال فيهما، جل ربنا وعز عن أن يكون له يسار ؛ إذ كون إحدى اليدين يسارا إنما يكون من علامات المخلوقين، جل ربنا وعز عن شبه خلقه)[4]


[1] السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث، ص26.

[2] ابن أبي عاصم في السنة (206). وابن حبان (6167). والحاكم (1/64) وصحَّحَه. وعنه البيهقي في (الأسماء والصفات (2/56). والحديث حسَّنه الألباني في تخريجه لـ (السنة)

[3] كتاب التوحيد (1/159).

[4] كتاب التوحيد (1/197).

اسم الکتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست