اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 99
قال: لا.. ولكني أتساءل عن مدى
انطباقها على المسيح[1]..
فالمسيح لم يضع أعداءه في مواطئ قدميه، بل كان يهرب من أعدائه كما في الأناجيل بل
إنهم ضربوه ولكموه وجلدوه كما تحكي الأناجيل.
قلت: أريد أن تشككني في هذه النبوءة كما شككتني في
غيرها.. أراك تريد أن تلغي كل النبوءات المرتبطة بالمسيح.
قال: لا.. أنا لا يهمني أن تكون هذه البشارة مرتبطة
بالمسيح أو غيره، فكلهم مصطفون من الله.. وذلك مجرد تساؤل لا تشكيك، وقد سحبت
قولي.. فهلم بنا إلى المهم.
قلت: أجل.. هذا القول من الأقوال التي نستدل بها على
طبيعة المسيح.
قال: أنا أرى في هذه الجملة التي استشهد بها السيد
المسيح من سفر المزامير دليلا واضحا على نفي ألوهيته لا على إثباتها.
قلت: كيف.. وقد جاء فيها :( قال الرب لربي)
قال: عبارة المزامير تقول: قال الرب (أي الله) لربي
(أي المسيح): اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطأً لقدميك، وبناء على هذه الجملة
لا يمكن أن يكون المقصود من كلمة ربي الثانية هو الله أيضا، وذلك لأن المعنى سيصبح
عندئذ: قال الله لِلَّه اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك.. وكيف يجلس
الله عن يمين نفسه.
قلت: هذا الكلام مبني على طبيعة المسيح.
قال: لا بأس.. إذا كان ربي الثانية إلهاً فإنه لا
يحتاج لأحد حتى يجعل أعداءه موطئا لقدميه، بل هو نفسه يسخر أعداءه بنفسه ولا يحتاج
إلى من يسخرهم له.
صمت، فقال: مخاطبة الله لإلـه آخر تعني وجود إلهين
اثنين وهذا يناقض العقيدة التي
[1] انظر
الأدلة الكثيرة على انطباق هذه النبوءة على رسول الله a في
رسالة (أنبياء يبشرون بمحمد) من هذه السلسلة.
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 99