اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 92
قلت: السياق لا يلغي دلالة النص..
ولا ينبغي أن ننحرف بالنص عن معناه اللفظي بسبب سياقه.
قال: لا بأس.. سأتعامل معك على ضوء هذا.. وأعتبر
النص قاعدة، أو آية مبتورة عن كل سياق.
أجبني.. هل يمكن على حسب الكتاب المقدس.. بل على حسب
أسفار العهد الجديد أن يرى الله؟
صمت، فقال: أنت تعلم أن هذه الأسفار اتفقت على عدم
إمكان رؤية الله:
فقد ورد في إنجيل يوحنا (1: 18 ):( الله لم يره أحد
قط)
وورد في إنجيل يوحنا (5: 37) :( والآب نفسه الذي
أرسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته)
وورد في رسالة يوحنا الأولى (4: 12 ):( الله لم
ينظره أحد قط )
وقال بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاوس (6: 16) عن
الله :( الذي لم يره أحد ولا يقدر أن يراه)
فلو قلنا: إن رؤية المسيح هي رؤية لله لحصل التناقض
بين هذه النصوص.
قلت: فما تفهم أنت من هذا النص؟
قال: ما سبق ذكره من أن النص يراد به المجاز لا
الحقيقة.. وهذا معنى يقبله العقل، وتساعد عليه النصوص الإنجيلية المماثلة الأخرى،
فقد ورد مثل هذا التعبير مرات عديدة، دون أن يقصد به قطعا ما يفهم من ظاهر النص:
ففي إنجيل لوقا(10/16) يقول المسيح لتلاميذه السبعين
الذين أرسلهم اثنين اثنين إلى البلاد للتبشير :( الذي يسمع منكم يسمعني والذي
يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني).. فهل يمكن الاستدلال بقوله :( من
يسمعكم يسمعني) على أن المسيح حال بالتلاميذ، أو أنهم
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 92