responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89

وحدة مجازية أي الاتحاد بالهدف والغرض والإرادة.

وذلك ظاهر ظهورا واضحا من قوله :( ليكونوا هم أيضا واحدا فينا)، وقوله :( ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد، أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد )، حيث أن المسيح دعا الله تعالى أن تكون وحدة المؤمنين الخلَّص مع بعضهم البعض مثل وحدة المسيح مع الله، ولا شك أن وحدة المؤمنين مع بعضهم البعض وصيروتهم واحداً ليست بأن ينصهروا مع بعض ليصبحوا إنساناً واحداً جسماً وروحاً، بل المقصود أن يتحدوا مع بعضهم بتوحد إرادتهم ومشيئتهم ومحبتهم وعملهم وغرضهم وهدفهم وإيمانهم.. فهي هي وحدة معنوية.. فكذلك كانت الوحدة المعنوية بين الله والمسيح.

و يؤكد ذلك أن المسيح دعا الله تعالى لوحدة الحواريين المؤمنين، ليس مع بعضهم البعض فحسب بل مع المسيح ومع الله تعالى أيضاً، بحيث يكون الجميع واحداً، فلو كانت وحدة المسيح مع الله هنا تجعل منه إلـهاً، لكانت وحدة الحواريين مع المسيح ومع الله تجعل منهم آلهة أيضا.. ويلزم عن ذلك كله أن المسيح يدعو الله تعالى أن يجعل تلاميذه آلهة.. فهل يعقل ذلك؟

قلت: فما تفهم أنت من هذا النص؟

قال: إن المسيح بقوله ذلك يسأل الله تعالى أن يفيض عليهم من آلائه وعنايته وتوفيقه إلى ما يرشدهم إلى مراده اللائق بجلاله بحيث لا يريدون إلا ما يريده، ولا يحبون إلا ما يحبه ولا يبغضون إلا ما يبغضه، ولا يكرهون إلا ما يكرهه، ولا يأتون من الأقوال والأعمال إلا ما هو راض به، مؤثر لوقوعه.

و يدل لهذا من الواقع أن إنسانا لو كان له صديق موافق لغرضه بحيث يكون محباً لما يحبه ومبغضاً لما يبغضه كارهاً لما يكرهه، جاز أن يقال: أنا وصديقي واحد.

ويتأكد هذا المعنى المجازي لعبارة المسيح إذا لا حظنا الكلام الذي جاء قبلها وأن المسيح كان يقول: إن الذي يأتي إلي ويتبعني أعطيه حياة أبدية ولا يخطفه أحد مني، لأن أبي الذي هو أعظم

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست