اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88
به آساف عن أولئك القضاة الذين صارت
إليهم كلمة الله.
ولا يقتضي كل من التعبرين أن في المسيح، أو أن في
القضاة لاهوتاً حسبما فهمه اليهود خطأ.
قلت: ألا يمكن أن يكون المسيح قد فعل ذلك بهم من باب
المداراة؟
قال: لو فعل ذلك لكان مغالطة منه وغشاً لا مداراة،
وهذا لا يليق بالأنبياء الهادين إلى الحق، فكيف يليق بمن تزعمونه إلها.
فإن كان المسيح هو رب العالمين الذي يجب أن يعبد،
وقد صرفهم عن اعتقاد ذلك بضربه لهم ذلك المثل، فيكون بذلك قد أمرهم بعبادة غيره،
وصرفهم عن عبادته.
قلت: فما تفهم أنت من هذا القول؟
قال: هذا القول يفهم على ضوء المحكمات، وعلى ضوء ما
فسره المسيح ببساطة ويسر.. إن المسيح يريد أن يقول لهم :( إن قبولكم لأمري هو
قبولكم لأمر الله).. هو تماما مثل قول رسول الرجل: أنا ومن أرسلني واحد.. وهو
تماما مثل قول الوكيل: أنا ومن وكلني واحد.. لأنه يقوم فيما يؤديه مقامه، ويؤدي
عنه ما أرسله به ويتكلم بحجته، ويطالب له بحقوقه.
صمت، فقال: ومع ذلك فإن هذا اعتباركم هذا التعبير
دالا على الحقيقة المجردة يلزمكم بأن تتعاملوا مع كل النصوص التي تشابهه بنفس المعاملة.
قلت: المنطق يقتضي هذا.
قال: فهذا التعبير الذي أطلقه المسيح على نفسه، بأنه
والآب واحد، أطلقه بعينه تماما على الحواريين عندما قال في نفس إنجيل يوحنا :(
ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضا من أجل الذي يؤمنون بي بكلامهم ليكون الجميع
واحدا كما أنك أنت أيها الآب فـيَّ وأنا فيك، ليؤمن العالم أنك أرسلتني، وأنا قد
أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت فيَّ
ليكونوا مكملين إلى واحد) (إنجيل يوحنا 17/ 20 ـ 23)
فالوحدة هنا ليس المقصود منها معناها الحرفي، أي
الانطباق الذاتي الحقيقي، وإنما هي
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 88