اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 176
المسيحيين بالعدل.. فما يريدون به؟
قلت: هم
يريدون به عدم نقص شيء من أجر المحسنين، وعدم الزيادة في عقاب المسيء عما يستحق..
أي أنه توفية الناس حقهم بلا نقص في الأجر، ولا زيادة في العقاب.
قال: لقد ذكر
سفر التكوين أن الله توعد آدم بالموت إن هو أكل من الشجرة.. ثم بعد الموت عاقبه
بقوله: ( ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكاً تنبت
لك، وتأكل عشب الحقل بعرق وجهك تأكل خبزاً، حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها،
لأنك تراب وإلى تراب تعود ) فطرد آدم من الجنة ليعيش في الأرض ويكد فيها.
ومثل هذا
عوقبت زوجته: (تكثيراً أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون
اشتياقك، وهو يسود عليك) ( التكوين 3/16-19)
انظر.. لقد
توعد آدم بعقوبة الموت، لكنه بدلاً عن أن يموت وزوجه جزاء خطيئتهما وتنطفىء الفتنة
والفساد والشر في المهد، بدلاً من ذلك كثّر نسلهما، فكان ذلك حياة لهما لا موتاً،
وكان سبباً في زيادة الشر والفساد.
لقد عوقب آدم
وحواء إذاً، ونلحظ في العقوبة شدة متمثلة في لعن الأرض كلها والأتعاب الطويلة
للرجال والنساء، ونلحظ أن ليس ثمة تناسباً بين الذنب والعقوبة، فقد كان يكفيهم
الإخراج من الجنة.
التف إلي،
وقال: لقد بقيت هذه القصاصات من لدن آدم حتى جاء المسيح الفادي.. ثم ماذا؟.. هل
رفعت هذه العقوبات بموت المسيح؟.. هل رفعت عن المؤمنين فقط أم أن شيئاً لم يتغير؟
لم أجد ما
أجيبه به، فقال: أنت ترى الموت لا يزال يلتهم الناس من لدن المسيح.. يموت أبرارهم
وفجارهم.. أليس كذلك؟
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 176