responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 146

التفت إلي، وقال: أنت تعرف أن الكتاب المقدس ـ بأسفاره جميعا ـ يشهد لكثيرين بالخيرية ويثني عليهم، ولو كانوا مسربلين بالخطيئة الأصلية لما استحقوا هذا الثناء:

منهم الأطفال الذين قال فيهم المسيح في إحدى وصاياه ـ كما في ( متى 18/3 - 4 )، ( وانظر مرقس 10/13/16 ) ـ : (الحق أقول لكم، إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات، فمن وضع نفسه مثل هذا الولد، فهو الأعظم في ملكوت السماوات)

وعندها نهر تلاميذه أطفالاً قال ـ كما في ( متى 19/13 - 14 ) ـ: (دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات )

إن هذين النصين يشيران بصراحة إلى طهارة الأطفال من الخطيئة الأصلية.. ولذلك جعلهم المسيح مثلاً للأبرار الذين يدخلون الجنة.

التفت إلي مبتسما، وقال: هذا ما يقوله المسيح.. لكن القديس الكبير أوغسطينوس كان يحكم بالهلاك على جميع الأطفال غير المعمدين، وكان يفتي فوق ذلك بأنهم يحرقون في نار جهنم.

المسيح لم يكتف ببراءة الصغار.. بل ذكر براءة الأبرار.. فهو يقول ـ كما في ( لوقا 5/32 ) ـ: (لم آت لأدعو أبراراً، بل خطاة إلى التوبة )، فكيف يوجد أبرار، ولما يصلب المسيح؟

وهؤلاء الأبرار ذكرتهم نصوص التوراة وأثنت عليهم ولم تتحدث عن قيدهم بالخطيئة الموروثة: ففي ( حزقيال 18/19 - 23): (كان كلام الرب إلى قائلاً: ما لكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل قائلين: الآباء أكلوا الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست، حي يقول السيد الرب.. الإنسان الذي كان باراً وفعل حقاً وعدلاً، لم يأكل على الجبال، ولم يرفع عينيه إلى أصنام بيت إسرائيل، ولم ينجس امرأة قريبه، ولم يقرب طامثاً، ولم يظلم إنساناً.. فهو بار، حياة يحيا يقول السيد الرب).. إن هذا النص يشير إلى أن كل من يعمل الصالحات يكون باراً، ولا تؤثر فيه خطية آدم أو غيره.

اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست