اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 139
قال: ولذلك نصت تينك الآيتين على أن الإنسان قد يتحمل
أوزار غيره إن كان سببا فيها..
وقد وردت
النصوص الكثيرة تدل على هذا.. وتعتبر أن الداعية للأعمال حسنة أو سيئة ينال جزاء
دعوته أو إثمها:
ففي الحديث
عن جرير قال: كنا في صدر النهار
عند رسول الله فجاء قوم عراة مجتابي[1]
النمار[2]
ـ أي لابسيها ـ قد خرقوها في رءوسهم مقلدي السيوف، عامتهم من مضر بل كلهم من مضر
فتغير وجه رسول الله لما رأى ما بهم من
الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال :﴿ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾
(النساء:1)، والآية التي في
سورة الحشر :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
(الحشر:18) تصدق رجل من ديناره
من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال : ولو بشق تمرة.. فجاء رجل من
الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من
طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله تهلل كأنه مدهنة[3]
فقال رسول الله :( من سن في الإسلام
سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن
في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم
شيء )[4]