اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137
بروحه وجسده.. فالإنسان مركب منهما، ويمارس حياته من
خلالهما معاً.. أما آدم فهو غير مركب من آدم وأبنائه.
قلت: لعلك لم
تقرأ ما ورد في القرآن.. فقد ورد فيه :﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي
آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ (لأعراف:172)
قال: بلى..
قلت: إن هذه
الآية تنص على أن الله استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم، شاهدين على أنفسهم أن الله
ربهم ومليكهم.. وهذا يعني أن ذرية آدم كانوا مع آدم في الجنة.. وكانوا معه حين
ارتكب الخطيئة.. وبالتالي يتحملون معه وزرها.
ابتسم، وقال:
إن ما تنص عليه الآية مختلف تماما.. إنها تذكر أن الله أودع في الفطر الإنسانية
معرفته.. لقد وردت الأحاديث تدل على هذا.. ففي الحديث : ( كل مولود يولد على
الفطرة - وفي رواية: على هذه الملة - فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسانه، كما
تولد البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء)[1]
إن هذا حقيقة
من حقائق الإسلام الكبرى.. فالأصل في الإسلام براءة الإنسان من كل ذنب لم يفعله..
لقد ورد في
القرآن الآيات الكثيرة الدالة على هذا.. سأسوق لك منها ما يكفي لدلالتك على ذلك..
ففيه :﴿ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ
فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا
مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)﴾ (الأعراف).. أي لا يحمل أحد
ذنب أحد، ولا يجني جانٍ إلا على نفسه.