اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113
8/23).. وكل هذا يدل على أنه كائن
إلهي فريد.
قال: مع أن هذا ليس شيئا من خواص الألوهية إلا أنه
يلزمكم بوضع أقانيم جديدة لآلهة كثيرة:
أولها الملائكة، كما جاء في متى :( لأن ملاك الرب
نزل من السماء)(متى 28/2).
ثم أخنوخ الذي صعد إلى السماء كما في العهد القديم
:( وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد، لأن الله أخذه )(التكوين 5/24)، مع أنه ورد في
يوحنا :( ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في
السماء )(يوحنا 3/13)، فأخنوخ مثله.. فلم لا تقولون بألوهيته.
ثم إيليا الذي صعد إلى السماء، كما في العهد القديم
:( ففصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء )(ملوك (2) 2/11)
بل إن الأناجيل تذكر أن التلاميذ، هم أيضاً مولودين
من فوق أو من الله، ففي يوحنا :( وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا
أولاد الله، أي المؤمنين باسمه )(يوحنا 1/12)
بل إن كل المؤمنين بالمسيح مولودون من فوق بما
أعطاهم الله من الإيمان، فهم كسائر المؤمنين كما قال المسيح :( الحق الحق أقول
لكم: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله )(يوحنا 3/3)، وكما قال
يوحنا :( كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فقد ولد من الله)(يوحنا (1) 5/1)، وقال :(
كل من يصنع البر مولود منه )(يوحنا (1)2/29)
قلت: ولكن المسيح قال :( أما أنا فلست من هذا
العالم)
قال: ليس هذا دليلاً على الألوهية، فمراده اختلافه
عن سائر البشر باستعلائه عن العالم المادي الذي يلهث وراءه سائر الناس.
وقد قال مثل هذا القول في حق تلاميذه أيضاً بعد أن
لمس فيهم حب الآخرة والإعراض عن الدنيا، فقال :( لو كنتم من العالم لكان العالم
يحب خاصته، لكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم
العالم )(يوحنا 15/19)
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 113