اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 109
قال: إن هذا القول يتناقض مع نصوص
أخرى أراكم تفتخرون بها، وتكثرون من ذكرها، وتتباهون على المسلمين بورودها في
كتابكم.
قلت: مثل ماذا؟
قال: أنتم تقرأون على العالم دائما ما ورد في يوحنا
:( لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلّص به العالم الذي
يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد
)(يوحنا: 3/17)، فالمسيح ـ بحسب هذا النص ـ لن يدين أحداً، وهو ما أكده يوحنا
بقوله على لسان المسيح :( وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت
لأدين العالم بل لأخلص العالم، من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه، الكلام الذي
تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير)(يوحنا 12/47-48)
قلت: أترى تناقضا بين النصين.. ألا يمكن التوفيق
بينهما؟
قال: لا حاجة لذلك.. فالتناقض يحصل في كلام الشخص
نفسه، لا في كلام شخصين.. فذلك لاذي ذكرته كلام بولس، وهذا كلام المسيح.
قلت: أتريد أن تعود بنا إلى التشكيك في بولس؟
قال: لا.. ولكن ليست هذا أول اختلاف بين بولس
والمسيح.. إن الاختلاف بينهما أعمق من ذلك.
قلت: دعك من مثل هذا الكلام.. وعد بنا إلى النص.
قال: لا بأس.. أنتم تعتبرون الدينونة من خصائص
الألوهية.
قلت: هكذا ينص الكتاب المقدس.
قال: إن هذا القول يلزم عنه حاجتكم إلى إضافة أقانيم
جديدة للألوهية.
قلت: كيف؟
قال: أنتم ملزمون بإضافة التلاميذ الاثني عشر بما
فيهم الخائن يهوذا الأسخريوطي.. ألم تقرأ
اسم الکتاب : الثالوث والفداء المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 109