responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 95

قال: العقل عقلان.. عقل يعقل به صاحبه المعاني، وعقل يعقله عن الطيش والعجلة والعنف.. ويملؤه بالحكمة والتؤدة واللطف.

قلت: أراك تومئ إلى الحلم.

قال: أجل.. فلا خير في صديق عجول، يغضب لأدنى الأسباب، ويقطع حبال المودة والألفة لأقل خطأ يراه.

قلت: إن مثل هذا لا يحسن له أن يصحب إلا المعصومين، وإلا فإن كل البشر خطاءون.. ولا يمكن أن يجد معصوما.

قال: إن مثل هذا لن يقبل حتى بصحبة المعصومين.

قلت: كيف؟

قال: ألم تسمع بذلك الرجل الذي قال لرسول الله a: (اعدل يا محمد فإنك لم تعدل)

قلت: بلى.. وقد قال له رسول الله a حينها: (ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل.. قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل)[1]

قال: فهذا الرجل كان يملك عقلا مملوءا بالطيش والتهور والجهل، ولذلك اعتبر نفسه ميزانا يزن به الحقائق والقيم.. بل يزن به أعمال رسول الله a نفسها.

قلت: هل تقصد أن مثل هذا لا تحسن صحبته؟

قال: أجل.. لأنه لا يريدك أن تمارس حياتك بحسب ما ترتضيه من القيم، وإنما يريد أن يقلب حياتك لما يراه منها.. ولذلك قد يرى صوابك خطأ، وعدلك ظلما.

قلت: ولكنه قد يكون ناصحا بذلك.


[1] البخاري (3610) ومسلم (1064)

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست