responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 86

ما يؤثر فيها.

قلت: جميل ما تذكر.. وقد ذكرني حديثك هذا بقوله a في حديث السبعة الذين يظلّهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه؛ فقد ذكر منهم: (.. رجلان تحابّا في اللّه اجتمعا عليه وتفرّقا عليه)[1].. لكن وجود هذا الصنف في عصرنا يكاد يكون مستحيلا، أو هو أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع.. وإن شئت الصراحة، فإني اقتنعت بكل ما ذكرته لي عن أصدقائك من عالم الغيب، لكني لن أصدق أبدا ما تذكره من أصدقاء عالم الشهادة.

ابتسم، ثم نظر إلى الشمس، وهي تكاد تنحدر للغروب، فقال: أظن أن الشمس تكاد تغرب، ولذلك أرجو أن تشرفني بالذهاب معي إلى بيتي؛ فقد دعوت بعض أصدقائي الليلة.. فلعلك تجلس معهم، ولعلك ترى منهم ما يقنعك بأن الله الذي رزقنا أصدقاء الغيب، يمكنه أن يرزقنا أصدقاء الشهادة.. فالله رب الغيب والشهادة، وكرمه يشمل الغيب والشهادة، ويتجاوزهما.

لم أجد ما أقول له، فقد كانت فرصة عظيمة لي لأكتشف المزيد من الأسرار عن الصداقة.. وبالفعل، فقد كان لتلك الزيارة إلى بيته أثرها الكبير على نفسي، ليس في تلك البلدة فقط، بل في كل البلاد، وليس في تلك الفترة فقط، بل في حياتي جميعا.

لقد رأيته مع أصدقائه مثل الأنوار الطاهرة المليئة بكل ألوان الجمال.. فقد كان الاحترام والمودة والأخلاق العالية هي الحاكمة في العلاقة بينهم.. ولم أكن أسمع بينهم أي لغو.. بل كانوا مثالا صادقا لتلك الأخوة التي ذكرها الله تعالى عن المؤمنين


[1] رواه البخاري، 1357 ، ومسلم 1031.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست