قال:
أجل.. فقد كان ذلك الكلب الذي اتبعهم، وحرص على صحبتهم أفضل حالا من أولئك
الجبابرة الذين أخرجوهم من بيوتهم، واضطروهم إلى أن يأووا إلى الكهف.
قلت:
صدقت، وقد ذكرني حديثك هذا بنهي رسول الله a عن اتخاذ ظهور الدواب منابر، ثم علل ذلك بقوله: (فرب مركوبة خيرا
أو أكثر ذكرا لله تعالى من راكبها)[1]
قال:
ولهذا أمرنا أن نذكر الله تعالى عند ركوبنا لها، لأنه أجرتها؛ فهي تستمع بذكرنا
لله، وتستمع بذكرنا للقائه، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ
كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12)
لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا
اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا
كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾
[الزخرف: 12 - 14]
قلت:
لقد ذكرتني بحديث لرسول الله a
يقول فيه: (من قال إذا ركب دابة: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، سبحانه ليس
له سميّ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كما له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون،
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعليه وسلم، قالت الدابة: بارك الله
عليك من مؤمن خففتَ عن ظهري، وأطعتَ ربك، وأحسنتَ إلى نفسك، بارك الله في سفرك،
وأنجح مقصدك)[2]
قال:
أجل.. ولهذا كان من بركات هؤلاء الأصدقاء الطيبين هذه الدعوات التي