responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244

في بلاد الحياة لا في بلاد الموت.

قال: فقد قال الله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾ (النساء:97)

قلت: وما علاقة هذه الآية بما نحن فيه؟

قال: هذه الآية تخاطبني.. هذه الآية هي التي حركتني إلى هذه الأرض.. لقد كنت رجلا صاحب مال ومتاع وقصور وجنات.. ولكني كنت مع ذلك ممتلئا بالشقاء.. جربت كل المذاهب والأديان بحثا عن السعادة، فلم أجدها.. وعندما بحثت في الإسلام وجدت كل شيء.. وجدت كل ما أبحث عنه.. لكني ما إن أعلنت إسلامي حتى راح ذلك المستبد يتهمني بأبشع التهم.. ثم راح يصادر أموالي وقصوري وجناتي.. وليته اكتفى به.. بل راح يراودني عن ديني، ويخيرني بينه وبين النفي إلى هذه الأرض.. فاخترت النفي إلى هذه الأرض عن أن أبيع ديني الذي لا تتحقق سعادتي إلا به.

قلت: أنت تذكرني بمشهد ذكره القرآن الكريم لبعض المؤمنين الذين تعرضوا لمساومات في دينهم، فاختاروا دينهم.

قال: تقصد قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 207]

قلت: أجل.. فهذه الآية الكريمة تتحدث عن شخص فعل مثلما فعلت تماما.

قال: بل هي تتحدث عني وعنه وعن كل من فعل فعله.. فلا تحصر القرآن في التاريخ.. فالزمن أضعف من أن يحيط بحقائقه.

قلت: صدقت.. وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست