قلت:
عجبا.. هل أخبر القرآن الكريم أن الدين أفيون الشعوب؟
قال:
لقد أخبر القرآن الكريم أن دين البشر هو أفيون الشعوب لا دين الله.. فدين الله هو
المحرك لكل طاقات الإنسان والمجتمع لكل أنواع الفضائل.
قلت:
أراك تقصد قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ
الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ
وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ
أَلِيمٍ﴾ [التوبة: 34]؛ فهذه الآية الكريمة تشير إلى ما كان يقوم به رجال
الدين من استغلال للدين في سبيل تحقيق المصالح الشخصية، وتشويه الدين لأجل ذلك،
حتى يصبح مطية لخدمة أغراضهم.
قال:
كل القرآن الكريم يتحدث عما يفعله المفسدون في الأرض من تلاعب بالأديان.. ألم تسمع
قصة السامري، وهو من أصحاب موسى عليه السلام، وفي عهده، ومع ذلك حاول أن يدنس دين
الله بالوثنية.
قلت:
بلى .. وقد سمعت معها تلك الإلحاحات الشديدة لليهود بأن يريهم الله جهرة، أو يجعل
لهم إلها يعبدونه من دون الله.
قال:
فإذا كان الأمر كذلك في حياة الأنبياء، فكيف بمن بعدهم؟
قلت:
وعيت هذا .. فحدثني عن تفعيل حقائق الكون، بعد أن حدثتني عن تفعيل حقائق الإيمان.