يراها.
قلت: صدقت.. فقد جعل الله في كونه الثابت والمتطور.. والعاقل هو الذي يضع كل شيء في محله.. فما السادس؟
قال: الفناء والبقاء.
قلت: ما تريد بهما؟
قال: ألا ترى الموت كالحياة؟
قلت: بلى..
قال: فالعاقل هو الذي يفهم أسرار الفناء.. فلا يفهم البقاء من لا يفهم الفناء.
قلت: والبقاء.. فهل يمكن أن يكون في الدنيا بقاء؟
قال: إن لم يكن في الدنيا.. فابحث عن غيرها.. فلا خير في حياة لا بقاء فيها، ولا بقاء لها.
قلت: فما السابع؟
قال: الشقاء والسعادة.
قلت: ويلي.. ما علاقة الشقاء بالحياة؟
قال: ألا ترى الشقاء في الحياة؟
قال: فالعاقل هو من بحث عن أسرار الشقاء.. فلا يمكن أن يتقي الشقاء من لا يعرف الشقاء.
قلت: والسعادة.. أهي خاتمة الأسرار؟
قال: وهي قبلة الأسرار.. فلا حياة بلا سعادة.. ومن لم يعرف الشقاء لم يعرف السعادة.