قلت:
أنا مثلك.. فلم أخرج من بيتي إلا لأبحث عنها.. فما وجدت من ذلك؟
قال:
لقد وجدت عشرة أسرار.. من فك ألغازها وحل طلاسمها ظفر بالحياة الحقيقية.. ومن عجز
عن حلها، أو تغافل عن البحث عنها لم يكن له من الحياة إلا رسومها وطقوسها وألوانها..
أما أرواحها، فلن يظفر بها إلا من فقه أسرارها.
قلت:
ففك ألغازها لي، وعلمني مما علمك الله من أسرارها.
قال:
سأذكر لك الأبواب.. أما البحث.. فلا يمكن لأحد أن يبحث بدلا عن غيره.
قلت:
فما أبواب أسرارها؟
قال:
سبعة.
قلت:
فما هي؟
قال:
أولها أن تعرف أعداءك الحقيقيين الذين يهمون بك، فلا يمكن أن تتنعم بالحياة، ولك
أعداء يتربصون بك، وأنت لا تفطن إليهم ولمكايدهم.
قلت:
صدقت.. وإني أرى الدول العظمى تصرف معظم ثروتها في تدعيم الأمن، والبحث عن الأعداء..
ولكن ما مرادك بالأعداء الحقيقيين.. أهناك أعداء مجازيون؟
قال:
نعم.. والخلق كلهم انشغلوا بأعدائهم المجازيين عن أعدائهم الحقيقيين.
قلت:
فهلا ضربت لي مثالا عنهم؟
قال:
أنت ترى من الناس من يعادي الحمى.. ويتصور أنها عدوه اللدود.. ولو كان فطنا لعلم
أنها صديقته الحنون.. فلولا الحمى ما عرف من يتربص به من الأعداء.