responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 142

متجردا لا نعرف شيئا من تفاصيل حياته، لأنه لم يكن يحدثنا إلا بما يفيدنا.

قلت: عجبا.. ألم يولد بينكم؟

قال: لا.. لقد وفد علينا مثلما تفد أشعة الشمس على الظلمات، فتملؤها بالأنوار.

قلت: ولكن كيف تولون أمركم من ليس منكم؟

قال: نحن نشعر أنه مخلصنا، وأنه أقرب إلينا منا، وأنه اللسان المعبر عنا.. وأنه فوق ذلك كله هبة الله لنا.. ولولاه لظللنا في ذلنا وفقرنا وعبوديتنا.

قلت: ولكن لم لم تسألوه عن شأنه؟

قال: كلما فعلنا ذلك قال لنا: وما حاجتكم لذلك.. اكتفوا بأنبيائكم وأوليائكم، وما أنا إلا خادم ضعيف من خدمهم، وغلام حقير من غلمانهم، وتلميذ بسيط من تلاميذهم.

ج ـ سنة الورع:

قلت: عرفت سنة الإخلاص.. فما سنة الورع؟

قال: لا يكفي الإخلاص وحده ليمكّن الله لعبده.

قلت: لم؟

قال: لأن العبد قد يخلص لله، ويكون صادقا في إخلاصه، صادقا في تضحيته، لكنه يعبد الله بهواه، وبالدين الذي شرعه لنفسه، وقد يقطع لذلك ما أمر الله به أن يوصل، أو يصل ما أمر الله به أن يقطع.

قلت: صدقت، فقد رأيت نفرا كثيرا من قومي لا يشك أحد في إخلاصهم، لكنهم جعلوا دينهم محاربة إخوانهم من المؤمنين الذين يخالفونهم في بعض الأصول، أو الفروع، بينما أراهم مع أعداء الله الحقيقيين من الظالمين والمستكبرين

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست