responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 141

قلت: أجل.. بالإضافة إلى أنه لبعده عن التوجه لربه تصبح لفهومه مصادر أخرى.. فقد ذكر القرآن الكريم أن الله تعالى هو مصدر الفهم الصحيح للشريعة، ولكل شيء.. كما قال تعالى: ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [الأنبياء: 79]

قال: بل أعطى قانون ذلك، فقال: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282]

قلت: ألهذا اعتبر عدم الاحتكام لرسول الله a ضلالا وانحرافا، كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]

قال: بلى.. فقد فني رسول الله a عن نفسه، فصارت أحكامه أحكام الله، وأقواله أقوال الله، ورضاه رضا الله، وسخطه سخط الله.

قلت: صدقت.. وقد قال الله تعالى مشيرا إلى ذلك: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63]، وقال: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، وقد ورد في الحديث عندما سئل رسول الله a، فقيل له: (يا رسول الله أكتب عنك كل ما قلت في الغضب والرضا)، فقال: (اكتب فوالذي بعثني بالحق نبياً ما يخرج منه إلا حق) وأشار إلى لسانه [1].

قلت: فكيف طبق قائدكم وحاكمكم هذا الركن من أركان التمكين؟

قال: لقد كنا نراه مثالا للصدق والإخلاص والبعد عن كل صنوف الأنانية، حتى أنه لم يقبل أن يحكمنا إلا بعد أن فرضنا عليه ذلك فرضا.. وقد كان فوق ذلك


[1] أبو داود (3646)، والدارمي 1/125.

اسم الکتاب : أسرار الحياة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست