في
الطريق،ونحن نشاهد جمال تلك المدينة، قلت للذي استقبلني: لقد جئت إلى هذه المدينة
قبل عشر سنين، لكنها كانت مختلفة تماما.. وكأنها كانت ميتة، لكنها الآن أصبحت حية،
بل ممتلئة بالحياة؛ فما السر في ذلك؟
قلت:
بلى.. ولكني عندما دخلت إليها سابقا، كان هناك الأتقياء والمؤمنون.
قال:
وكان هناك المستعبدون الذين كانوا يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض.. وقد كان
أولئك سبب بلائها.
قلت:
فهل تخلصتم منهم؟
قال:
بل تخلصنا من جهلهم وافترائهم على الله، وقد تعاملنا معهم بما أوصانا به رسول الله
a حين قال: (مثل القائم على حدود
الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها
فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا
في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا
على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)[1]