responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 95

في أعماقنا ليس باختيارنا، بل نجده مفروضا علينا)

وهذا غير صحيح.. فالإنسان ملك لإرادته.. وإرادته ملك للأفكار التي يحملها..

ونحن بحمد الله نعالج هذه الحالة في هذا القسم بمراهم الإيمان، فليس هناك شيء عصي على الإيمان.

قال رجل من الحاضرين: عرفنا الجذور التي تقوم عليها شجرة الجبن.. فما المعاول التي تقطعها من أرض النفس؟

قال: أنتم تعلمون أن علماء التربية والسلوك يذكرون علاجين لكل الأمراض النفسية.. من جمعهما وفقه الله لتطهير نفسه من أدرانها.

قالوا: أجل.. هما العلم.. والعمل.. فحدثنا عن الأول.

قال: يحتاج الجبان أول ما يحتاج إلى تعميق إيمانه بالله.. وبأن كل شيء بقضاء الله وقدره.. فإنه لا يقضي على المخاوف شيء مثل هذا الإيمان العالي..

لقد روي في الأخبار أن سعيد بن جبير قال للحجاج عندما هدده الحجاج بالقتل:( لو علمت أن الموت والحياة في يدك ما عبدت إلها غيرك)

انظروا إلى هذا الموقف الشجاع من سعيد.. إنه لولا إدراكه أن ما يتشبث به الحجاج من قوة وهم عظيم سكن عقله، فالله تعالى هو مالك الآجال، لا الحجاج ولا أي طاغية غيره،

فمن اعتقد بما في قوله تعالى :﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (34)﴾ (لأعراف)، وما في قوله :﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ(49)﴾ (يونس)، وما في قوله :﴿.. فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)﴾ (الأعراف) لا تصيبه أدنى مخافة، ولا أدنى جبن.

ذلك أنه لا يفر من الموت إلا من سيطر عليه وهم الخوف، فمنعه من التفكير السليم،

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست