اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 471
قلت: عجيب هذا.. وما علاقة أهل الفتوة بالسلوك؟
قال: أهل
الفتوة هم الذين يسلكون إلى الله عبر الإحسان والمروءة وخدمة خلق الله.
قلت: فلم
كانت لهم هذه المرتبة الرفيعة؟
قال: لأن
الله برحمته ولطفه بهم جازاهم على إحسانهم للعباد بتلك المكانة.. ألم تسمع قوله a
: (أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة) ، وأشار بالسبابة والوسطى ، وفرق بينهما
قليلا[1].
قلت: بلى..
قال: فهذا
يدلك على مكانتهم.. فلا يمكن أن يعرف الله من لم يحسن إلى عباد الله.
قلت: فما
الطبقة التي تليها؟
قال:
المجاهدون في سبيل الله.
قلت: أولئك
الذين يحملون السلاح.
قال: كل
الأسلحة.. وأولها سلاح السلام.. فلا يمكن أن ينصر الله أحدا لم يحمل سلاح السلام.
قلت: أنا لا
أعرف إلا السلاح الذي ينفث الرصاص القاتل.
قال: فأنت لا
تعرف إذن قوله تعالى :﴿ فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ
جِهَاداً كَبِيراً ﴾ (الفرقان:52)
قلت: بأي
سلاح أمر الله نبيه أن يجاهد؟
قال: بسلاح
القرآن.. فليس في الدنيا سلاح يقهر عتو النفس وطغيانها ويقوم النفس ويرفعها مثل
القرآن.