responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 448

ابتدعوه، لا ما ورثوه عن أنبيائهم.

قلت: لقد أخبر رسول الله a عن ذلك.. وأخبر أن كل ما ابتدعه الناس، وانحرفوا به عن هدي الله بدعة ضلالة، فعن جابر قال : خطبنا رسول الله a فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له ثمّ قال : ( أمّا بعد فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأنّ أفضل الهدي هدي محمّد ، وشرّ الاُمور محدثاتها وكلّ بدعة ضلالة)[1]

قال: أجل.. فالشيطان الذي توعد بني آدم بأن يضلهم ويغويهم لا يجد سبيلا لذلك إلا البدع وتحريف الأديان.. فبالبدع ينشر صراعه وفتنته، ويحول الأرض إلى خراب ودمار.

قلت: لقد أخبر رسول الله a عن ذلك، فقال: ( لا ترجعنَّ بعدي كفّاراً ، مرتدين، متأوّلين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السُنّة بالهوى لأن كلّ سُنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل)[2]

قال: صدق رسول الله a .. وقد تحقق ما توعد به.. فقد وضع الشيطان للناس من الأحاديث التي تخالف القرآن ما جعلهم يهجرون بسببه القرآن، ويحرفون معانيه، ويبتعدون عن قيمه النبيلة.

قلت: لقد أخبر رسول الله a عن ذلك، فقال: ( يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين ، السُنّة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سُنّة )[3]

قال: وقد أخبر عن ذلك الإمام علي، فقال: (إنّما بَدْءُ وقوع الفتن ، أهواءٌ تُتَّبع ، وأحكام تُبتدع ، يُخالف فيها كتاب الله ، يتولّى فيها رجال رجالاً ، فلو أنّ الباطل خلص لم يُخف على ذي حجى ، ولو أنّ الحقّ خلص لم يكن اختلاف ، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا


[1] رواه مسلم.

[2] خصائص الأئمّة ، للشريف الرضي : ٧٥.

[3] جامع الأخبار ، لتاج الدين الشعيري : ١٢٥.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست