responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 447

وقال عنهم: (يرث هذا القرآن قوم يشربونه شرب اللبن، لا يجاوز تراقيهم)[1]

وقال عنهم: (يخرج قوم أحداء أشداء ذليقة ألسنتهم بالقرآن يقرأونه ينثرونه نثر الدقل لا يجاوز تراقيهم فإذا رأيتموهم فائتوهم فاقتلوهم فالمأجور من قتل هؤلاء)[2]

وقال عنهم: (يأتي على الناس زمان يتعلمون القرآن فيجمعون حروفه، ويضيعون حدوده، ويل لهم مما جمعوا وويل لهم مما صنعوا، ان أولى الناس بهذا القرآن من جمعة لم ير عليه أثره)[3]

قلت: لقد سمعت من قومي من يروي هذه الأحاديث، لكنه يجد لها مخرجا، فيذكر أنها مختصة بالخوارج ..

قال: إن هؤلاء أعظم من أن ينحصروا في زمن دون زمن.. أو مكان دون مكان.. إنهم من حرف كل دين، وشوه كل رسالة.

قلت: ألهذا ورد في النصوص المقدسة التحذير من البدعة، ومن أخطارها، ومن ذلك قوله a : (لا يذهب من السُنّة شيء حتّى يظهر من البدعة مثله ، حتّى تذهب السُنّة وتظهر البدعة ، حتّى يستوفي البدعة من لا يعرف السُنّة ، فمن أحيى ميّتاً من سنّتي قد أمُيتت ، كان له أجرُها وأجرُ من عمل بها ، من غير أن ينقص من أُجورهم شيئاً ، ومَنْ أبدَعَ بدعة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ، لا ينقص من أوزارهم شيئاً)[4]

قال: أجل.. فكلما ابتدع الشيطان للناس بدعة جديدة، كلما ضاع من السنة ومن الدين القويم مثلها.. فالبدعة تمحو السنة، وتهيل عليها أكواما من التراب.. إلى أن يصبح الناس ما


[1] رواه أبو نصر السجزي في الابانة والديلمي.

[2] رواه احمد والبخاري والطبراني في الكبير، والبيهقي.

[3] رواه أبو نعيم.

[4] العلل المتناهية، لابن الجوزي.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 447
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست