responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 424

من عرف صفاته؟

قلت: بلى.. ولذلك نرى الطباع مجبولة على حب الأنبياء والأولياء ممن اتصفوا بهذه الصفات العظيمة.

قال: ألا ترى أن البشر مع بعد المسافة بينهم وبين من يعظمونهم من الناس لا يزالون يمتلئون محبة وتقديسا لهم، مع أنهم لم يروا أجسادهم ولا صورهم؟

قلت: بلى.. فقد كفتهم صورتهم الباطنة عن صورتهم الظاهرة.

قال: فالمحبوب إذن هو تلك السير الجميلة، والأخلاق الحميدة، والفضائل الشريفة.

قلت: أجل .. ذلك صحيح.

قال: إذا عرف العبد هذا.. وتخلص من سجون الكثافة، وقيود البصر.. يمكنه أن يعرج في معراج محبة الله.

قلت: كيف ذلك؟

قال: ما مرجع كل ما ذكرته من صفات الجمال الباطني؟

قلت: عند تحليل كل ما ذكرته من صفات يمكن إرجاعها إلى العلم والقدرة والتنزه عن العيوب والنقائص..

قال: فأين علم الأولين والآخرين من علم اللّه تعالى الذي يحيط بالكل إحاطة خارجة عن النهاية، حتى لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السموات ولا في الأرض.. بل لو اجتمع أهل الأرض والسماء على أن يحيطوا بعلمه وحكمته في تفصيل خلق نملة أو بعوضة لم يطلعوا على عشر عشير ذلك، ولا يحيطون بشي‌ء من علمه إلا بما شاء.

فإن كان جمال العلم وشرفه أمرا محبوبا، وكان هو في نفسه زينة وكمالا للموصف به، فلا ينبغي أن يحب بهذا السبب إلا الله تعالى. فعلوم العلماء جهل بالإضافة إلى علمه..

قلت: والقدرة؟

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست