responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 423

قال: لن تعرف حقيقة الحب حتى تعرف حقيقة الجمال والكمال الذي يتوجه إليه الحب.

قلت: فما حقيقة الجمال والكمال؟

قال: لن تعرفها حتى تطهر قلبك وعقلك من تلك الكثافة التي تجعلك محبوسا في قمقم الحس.. فتكون كذلك المسجون الذي لا يرى للحسن والجمال معنى إلا تناسب الخلقة والشكل، وحسن اللون، وكون البياض مشربا بالحمرة، وامتداد القامة.

قلت: فكيف أتخلص من هذا؟

قال: عندما تدرك أن جمال كل شي‌ء وحسنه في أن يحضر كماله اللائق به، الممكن له.. فإذا كان جميع كمالاته الممكنة حاضرة فهو في غاية الجمال، وإن كان الحاضر بعضها فله من الحسن والجمال بقدر ما حضر.

قلت: لم أفهم ما تقصد.. فهلا شرحت لي.

قال: الفرس الحسن هو الذي جمع كل ما يليق بالفرس من هيئة وشكل، ولون، وحسن عدو، وتيسر كرّ وفرّ عليه.. والخط الحسن هو كل ما جمع ما يليق بالخط من تناسب الحروف، وتوازيها واستقامة ترتيبها وحسن انتظامها..

قلت: هذه الأشياء التي ذكرتها لا تنفك عن إدراك الحواس لها.. وإنما ينكر ذلك في غير المدرك بالحواس.

قال: الحسن والجمال ليس قاصرا على المحسوسات.. ألا ترى أنك تقول: هذا علم حسن، وهذه سيرة حسنة، وهذه أخلاق جميلة، وإنما الأخلاق الجميلة.

قلت: بلى..

قال: ألا ترى أن العلم، والعقل، والعفة، والشجاعة، والتقوى، والكرم، والمروءة، وسائر خلال الخير، لا تدرك بالحواس، ومع ذلك فإن الموصوف بها محبوب بالطبع عند

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 423
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست