responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 333

فقال: التكاثر طبيعة من طبائع الإنسان التي غذيت بها فطرته، وأمدت بها جبلته، وهي دليل كمال، ومعراج وصول، ومسلك تحقيق.

وهي في نفس الوقت مصيدة النفوس الشرهة والأفواه الجائعة والأجساد الظمآنة.

من أجلها بنيت الدور التي لم تسكن، وجمعت الأموال التي لم تنفق، وطرزت الثياب التي لم تلبس، ومن أجلها امتلأت القمامات بأصناف الطعام، وشغل الخلق الكثير بخدمة فرد لا يشبع.

ومن أجلها امتلأت الأرض بؤسا، وتجرع أهلها الشقاء بكل أصنافه، ورمي الطعام في البحر وتراشق الخلق بأصناف الفواكه والحلويات ليموت ملايين الآخرين جوعا.

إذا حلت حمياها في قلوب الملوك واستحلوا لذتها وفرحوا بنشوتها جندوا الجنود وملئوا الأرض حربا والديار خرابا.

وإن حلت في عقول المترفين خربوا الأكواخ وشردوا أهلها ليبنوا بدلها قصورا لا يسكنونها.

وإن حلت في عقول الحمقى تحولوا لصوصا..

وإن حلت في نفوس العامة تحولوا غوغاء..

وإن حلت في جيوب الأغنياء شحوا على أنفسهم وعيالهم لتكثر كنوزهم.

قال رجل منا: إنا نرى نفوسنا مفطورة على حب الكثرة والانشغال بها، فهي لا ترضى بالقليل، ولا تركن إليه، ولا تكاد تلتذ به.

قال سليمان: فابحثوا عن الكثرة النافعة.. فلا خير في السم الكثير.

قال الرجل: فأين نجدها؟

قال سليمان: لقد دلنا عليها رسول الله a، فقال: (استكثروا من الباقيات الصّالحات) قيل: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: (الملّة) (ثلاث مرّات) قيل: وما الملّة يا رسول اللّه؟ (للمرّة

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست