responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 332

والبطر[1] والتّكاثر والتّنافس في الدّنيا، والتّباعد والتّحاسد حتّى يكون البغي ثمّ الهرج[2][3]

وقوله a: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشّرف[4] لدينه)[5]

وروى لنا عن عن أبي ذرّ أنه قال: كنت أمشي مع النّبيّ a في حرّة المدينة فاستقبلنا أحد، فقال: (يا أبا ذرّ)، قلت: لبّيك يا رسول اللّه، قال: (ما يسرّني أنّ عندي مثل أحد هذا ذهبا، تمضي عليّ ثالثة[6] وعندي منه دينار، إلّا شيئا أرصده لدين، إلّا أن أقول به في عباد اللّه هكذا وهكذا وهكذا)- عن يمينه وعن شماله ومن خلفه- ثمّ مشى ثمّ قال: (إنّ الأكثرين[7] هم المقلّون يوم القيامة، إلّا من قال: هكذا وهكذا وهكذا- عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه- وقليل ما هم) ثمّ قال لي: (مكانك، لا تبرح حتّى آتيك)، ثمّ انطلق في سواد اللّيل حتّى توارى، فسمعت صوتا قد ارتفع، فتخوّفت أن يكون أحد عرض للنّبيّ a، فأردت أن آتيه، فتذكّرت قوله لي: (لا تبرح حتّى آتيك) فلم أبرح حتّى أتاني، قلت: يا رسول اللّه، لقد سمعت صوتا تخوّفت (منه)، فقال: (وهل سمعته؟) قلت: نعم، قال: (ذاك جبريل أتاني فقال: من مات من أمّتك لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنّة)[8]

بعد أن شنف آذاننا بهذه النصوص المقدسة سألناه عن حقيقة التكاثر، وعن مجالاته،


[1] البطر: الطغيان عند النعمة وطول الغنى.

[2] الهرج: القتل والاختلاط، وأصله الكثرة في الشيء والاتساع فيه.

[3] رواه ابن أبي الدنيا في ذم الحسد والطبراني في الأوسط بإسناد جيّد.

[4] الشرف: أي الجاه، وقوله لدينه: أي أفسد لدينه، والمعنى: ليس الذئبان الجائعان بأفسد للغنم من إفساد المال والجاه لدين المسلم.

[5] رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد.

[6] المراد ليلة ثالثة، وقيّد الليالي بالثلاث لأنها الوقت الذي يلزم لتوزيع مثل هذا المال.

[7] المراد الإكثار من المال والإقلال من ثواب الآخرة.

[8] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : أسرار الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست