responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 417

على طلب فعله.

قلت: أعلم هذا.. فقد نص الفقهاء على أنه لا إنكار على المختلف فيه..وقد قال في هذا بعضهم: (إذا رأيت الرجل يعمل العلم الذي اختلف فيه، وأنت ترى غيره فلا تنهه)، وقال: (ما اختلف فيه الفقهاء، فلا أنهي أحداً من إخواني أن يأخذ به)، وقال آخر: (لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهب، ولا يشدد عليهم)[1]

قال: وعلى هذا نص الكل.. ولا ينبغي للفقيه إلا أن ينص على هذا.

قلت: علمت هذا..فما ثالثها؟

قال: أن تحرص على ألا تنصحه إلا سرا.. حتى لا تكون نصيحتك فضيحة.. وحتى لا تستثير من جنود نفسه من يحول بينه وبين قبول نصيحتك.

قلت: أعلم هذا، وقد قال في هذا بعض الفقهاء: (من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه)[2]، وقال آخر: (المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير)، وقال آخر: (وإذا نصحت فانصح سراً لا جهراً، وبتعريض لا تصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك، فلابد من التصريح)[3]

قال: وعلى هذا نص الكل.. ولا ينبغي للفقيه إلا أن ينص على هذا.

قلت: علمت هذا..فما رابعها؟

قال: أن تتلطف مع من تنصحه، فقبول النصح كفتح الباب، والباب لا يفتح إلا بمفتاح مناسب، والمنصوح امرؤ له قلب قد أغلق .. وحتى يترك المنصوح الأمر أو يفعله لابد له من انفتاح قلبه له، ولابد لهذا القلب من مفتاح، ولن تجد له مفتاحاً أحسن ولا أقرب من لطف في


[1] انظر: الآداب الشرعية: [1/186]

[2] جامع العلوم: (ص:77).

[3] الأخلاق والسير: (ص44).

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست