هي إرادة الخير للمنصوح له)[1]، وقال
الراغب: (النصح تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه)[2]،
قال: ومثل ذلك قال محمد بن نصر المروذي: (قال بعض أهل العلم: هي
عناية القلب للمنصوح له كائناً من كان)[3]
قلت: فكيف أكون ناصحا لمن أحتسب عليه؟
قال: سبعة إن فعلتها، فقد اكتمل نصحك، وإن ضيعتها، فقد ضيعت
نصحك.
قلت: فما أولها؟
قال: أن لا تنصحه بما طلبه هواك.. بل انصحه بما أمره ربه.. فلا
ينبغي للعباد أن يعبدوا غير ربهم، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (الحجرات:1)؟
قلت: بلى.. وهل يمكن أن ينصح أحد أخاه في مثل هذا؟
قال: كثيرون يفعلون ذلك.. فمنهم من يرى رأيا، ولا يرى غيره، ثم
يروح يقدم رأيه على كل رأي، ومذهبه على كل مذهب.
قلت: أولئك المتعصبون.
قال: أجل.. إنهم يجعلون من آرائهم دينا يدينون به من دون الله،
فيدعون لدينهم، ويغفلون عن دين الله.
قلت: علمت أولها، فما ثانيها؟
قال: أن لا تنكر عليه إلا فيما اتفق الكل على طلب تركه، ولا
تأمره إلا بما اتفق الكل