responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132

بالعزيمة في ذلك.

قلت: فما سر ذلك؟

قال: إن القاص ـ الذي يعرف كيف يتسلل إلى قلوب مستمعيه ـ ينشئ في نفس المستمع إلى القصة حب تقمص شخصية البطل، وهو ما يدعوه إلى التأسي به والاعتبار بمواقفه.

فمن يعجب مثلا بموقف إبراهيم u مع قومه، وعدم خوفه من أذاهم، وتعرضه للفتن بسبب ذلك، يمتلئ إعجابا وحبا لإبراهيم u، وهو ما يدعوه بتلقائية لأن يتقمص الأدوار التي أداها إبراهيم u تقمصا لروح القصة لا لحقيقتها.

فقصة إبراهيم u مع ابنه مثلا، وكيف هم بذبحه طاعة لله في ذلك ينشئ في نفس المؤمن الاستسلام المطلق لله بغض الظر عن أن يكون ذلك بنفس الطريقة التي حصل بها إسلام إبراهيم u.

قلت: ولكن البعض ينحرف بالقصص انحرافات خطيرة[1]؟

قال: في كل مجال هناك المستن، وهناك المبتدع.. ولا ينبغي أن نترك السنة لأجل الخوف من البدعة.

قلت: ألا يمكن أن نسد ذرائع البدع؟

قال: إذا سددنا ذرائع البدع بإماتة السنن، يكون ذلك من أعظم البدع.. ونكون قد حققنا أغراض البدع، لأنه لا غرض للبدعة إلا إماتة السنة.

قلت: لكني سمعت نهي بعض الصالحين عن الجلوس إلى القصاصين؟

قال: هم لم يقصدوا كل القصاص.. وإنما قصدوا الكذابين منهم..

قلت: إن كل ما ذكرته من القصص مما ورد في السنة.. فهل تعني بذلك عدم جواز


[1] وذلك مثل القصص الكثيرة التي تمتلئ بها كتب التفسير، والمتلقاة عن اليهود الذين أسلموا، وهي قصص أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقائق.

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست