responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 131

***

بعد أن عدنا إلى البيت في ذلك المساء قلت له: يا إمام.. كيف اكتفيت في ذلك المجلس بتلك القصص، ولم تعدها إلى المواعظ التي تعود الوعاظ إلقاءها.

قال: من آداب الواعظ أن يغير أسلوب موعظته حتى لا يصيب الناس السأم والملل.. فالملل هو أخطر ما يصيب المستمعين، ولذلك فإن الواعظ المستن بسنة رسول الله a هو الذي يحرص على أن لا يجر مستمعيه إليه.. فعن ابن مسعود قال: (كان النبي a يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمة علينا)[1]

قلت: فلم اخترت القصص بالذات؟

قال: لم يكن لي خيار في ذلك.. لقد كانت حال المستمعين وأسئلتهم تستدعي أن أذكر لهم من القصص ما سمعت، فقصصت عليهم.

قلت: أترى أن للقصص من التأثير ما يمكن أن يؤثر في المستمعين؟

قال: أجل.. ولولا ذلك ما أمرنا الله تعالى باستعمال هذا الأسلوب، فقال:﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (لأعراف:من الآية 176).. ولولا ذلك ما قص علينا ربنا، ولا قص علينا نبينا.. إن كلام ربنا، وهدي نبينا ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت:42)

قلت: فما وجه هذا التأثير؟

قال: لقد أخبر القرآن الكريم عن بعض تأثير القصص في نفس المتلقي، فقال:﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ (هود: 120)، ففي هذه الآية الكريمة إخبار عن نوع من أنواع تأثير القصص القرآني في النفس، وهو تثبيت المؤمن على دين الله، وأخذه


[1] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : النبي الهادي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست