أخذ الجمع يردد: (اللهم إني أعوذ بك من فجاءة الخير، وأعوذ بك
من فجاءة الشر)، فسألت جعفر عنه، فقال: لقد حدث أبو هريرة أن رسول الله a كان يدعو بهذه الدعوات إذا أصبح،
وإذا أمسى: (اللهم إني أعوذ بك من فجاءة الخير، وأعوذ بك من فجاءة الشر)[1]
قلت: فما سره؟.. وكيف يستعاذ من الخير؟
قال: من رحمة الله تعالى بنا أنه بنى الكون على مقادير متدرجة
مترتبة في مراتب متناسقة يؤدي بعضها إلى بعض.. فالله مع قدرته العظيمة خلق السموات
والأرض في ستة أيام، قال تعالى:﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ (لأعراف: 54).. ولهذا فإن
الكون بهذه المراحل الست حتى وصل إلى ما وصل إليه.. وهكذا في كل الأمور.