بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ
بعظمتك أن أغتال من تحتي)
سألت جعفر عنه، فقال: هذا الدعاء سنة من سنن رسول الله a.. فقد كان رسول الله a يحرص على قوله صباح مساء[1].
قلت: فما سره؟
قال: من عرف أن بيد الله كل مقاليد الأشياء لجأ إليه، وطلب منه،
ولم يفتقر لغيره.
قلت: أرى العفو والعافية يرددان في هذا الدعاء.
قال: لأنه لا حياة بلا عفو ولا عافية.. إن العفو يضمن لك الأمن
من عذاب الله، والعافية تجعلك محفوظا في حفظ الله.
قلت: فهذا دعاء الحفظ إذن؟
قال: من لم يحفظه الحفيظ تربص به كل شيء، وقضى عليه.
أخذ الجمع يردد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك،
وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)
قلت: لقد سمعت مثل هذا في الأذكار العامة.
قال: لأن هذا الذكر أصل أصول المعرفة.. فلذلك يحتاج المؤمن إلى
ترديده كل حين ليقهر به جنود الغفلة.. ولذلك كان a يوصي به، فعنه قال: (من قال إذا
أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له
عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك
حتى يصبح)[2]