responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 538

قال ذلك بشوق عظيم أثر في تأثيرا كبيرا، فسألت الصالحي عن حكاية هذا الرجل، فابتسم، وقال: ألم تسمع بقول الشاعر:

أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا

قلت: بلى.. وقد سمعت الآخر يقول:

فيا ساكني أكتاف دجلة كلكم إلى القلب من أجل الحبيب حبيب

قال: فهذا خير معبر عن حال هذا الرجل.. فهو رجل متيم في حب حبيبه a، قد أفناه حبه عن كل شيء.. فهو لا يرى الدنيا إلا بمنظار حبيبه.

قلت: إني أرى السعادة تبدو في عينيه، وفي جميع ملامحه.

قال: وحق له أن يسعد.. فمن ظفر بحب كهذا الحب، فلن ينال إلا السعادة في الدنيا والآخرة.

قلت: إن من قومي من يسخر من هذا ومثله.. إنهم يعتبرونهم ـ بسلوكهم هذا ـ رجعيين.

ابتسم، وقال: ما من إنسان إلا ويحب في فترة من فترات حياته أن يكون رجعيا.

قلت: كيف ذلك؟

قال: أليس الشيخ يود أن يرجع إلى زمان شبابه؟

قلت: بلى..

قال: فزمان شباب هؤلاء هو زمن النبوة.. وهم يعتبرون ابتعادهم عنه هرما وشيخوخة تنفر نفوسهم منها.

سكت قليلا، ثم قال: هل يسخر قومك من الشباب الذي يقلد المغنين والممثلين واللاعبين؟

قلت: هل لا يفعلون ذلك.. بل إن أمثال أولئك يفعلون العجائب، ومع ذلك لا

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 538
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست