اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 468
وعنه قال: (كان رسول الله a يقبل جميعا، ويدبر جميعا)[1]
قلت: ما الحكمة التي تراها في ذلك؟
قال: كل أفعال نبينا a في منتهى الحكمة.. وقد يمن الله علينا، فندرك بعضها، وقد نقصر،
فلا نعرف من ذلك قليلا ولا كثيرا.. فنكتفي بالتسليم لنبينا.
قلت: وهل فتح لك في هذا شيء؟
قال: مما فتح لي فيه أن في هذا التصرف احتراما للملتف إليه،
فالله تعالى نهى عن تصعير الخد، والالتفات بمسارقة النظر نوع من التصعير..
وصل الرجل الذي نادى على الصالحي، فسلم عليه، ثم قال: ما السنة
في التنعل؟
قال: ما تقصد؟
قال الرجل: هل السنة أن ننتعل أحذية.. أم أن نمشي حفاة؟
قال: لقد ورد الحديث بكليهما، ففي الحديث: كان رسول الله a يمشي حافيا وناعلا[2].
قال الرجل: فأيهما أفضل؟
قال: لقد كان a يمشي حافيا ومنتعلا، أما مشيه منتعلا فهو أكثر مشيه، وأما
حافيا فيدل عليه ما ورد في حديث عيادته a لسعد بن عبادة، ففيه: فقام رسول الله a وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا
نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في السباخ، وكان يماشي أصحابه فرادى وجماعة،
يمشون بين يديه، وهو خلفهم ويقول: (دعوا ظهري للملائكة)[3]