قال: هو ولي أمري في شؤون القضاء.. وأنا
ولي أمره في الشؤون التي يتطلبها الحكم.. ولا ينبغي لأحد منا أن يبغي على الآخر..
لقد قال a يشير إلى هذا، ويدعو إلى
مراعاته: (أنزلوا الناس منازلهم)[1].. إن هذا الحديث هو القاعدة
التي تحكم هذه المدينة قبل أن أحكمها أنا، وقبل أن يحكمها أي مجلس من المجالس..
فلكل منزلة أهلها، ولا يمكن أن نتدخل في شؤونهم إلا إذا اقتضت العدالة ذلك.
سرت مع محمد المهدي إلى قاعة المحكمة،
وهناك وجدنا قسمان كبيران:
التثبت:
دخلنا الأول، وكان اسمه قسم التثبت.. وقد
كتب على بابه قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ
فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا
عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات:6)، وبجانبها كتب قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ
عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً
أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ
تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾
(النساء:135)
في داخل القاعة وجدنا مجموعة رجال
واقفين، وقد صنفوا صنفين، وقد عرفت فيما بعد أنهم الشهود..
وقف محمد المهدي حيث أمره المحقق أن يقف،
ثم توجه المحقق إلى أولئك الشهود قائلا: اسمعوني جيدا.. أنا مجرد ناصح.. إن شئتم
أن تقبلوا نصيحتي، فافعلوا، وإلا فإن لله يوما