responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 375

قلت: عرفت السنة الأولى، فحدثني عن السنة الثانية.

قال: السنة الثانية هي التحفيز.. فالكفاءة التي لا تجد التحفيز الكافي لا تستطيع أن تؤدي أي عمل نافع.. بل يقف الإحباط بينها وبين أي إنجاز ناجح.

قلت: أعرف قيمة التحفيز.. فهل مارسه محمد في حياته الإدارية.. وكيف ذلك، وهو داعية آخرة، لا داعية دنيا؟

قال: التحفيز مرتبط بالحياة.. والحياة تشمل الدنيا والآخرة.. وليس الكمال إلا في التحفيز الذي يشملهما جميعا[1].

قلت: فحدثني عن بعض ما روي عن محمد في ذلك.

فكر قليلا، ثم قال: في تحرك من تحركاته a بجيشه نحو حُنين قال a لأصحابه: (ألا فارس يحرسنا الليلة؟).. عندما قال هذا أقبل أنيس بن أبي مرثد الغنوي على فرسه فقال: أنا ذا يا رسول الله، فقال a: (انطلق حتى تقف على جبل كذا وكذا، فلا تنزلن إلا مصلياً أو قاضي حاجة، ولا تغرن من خلفك)، قال: فبتنا حتى أضاء الفجر وحضرنا الصلاة، فخرج علينا رسول الله a، فقال: (أأحسستم فارسكم الليلة؟)، قلنا: لا والله، فأقيمت الصلاة فصلى بنا، فلما سلّم رأيت رسول الله a ينظر خلال الشجر، فقال: (أبشروا جاء فارسكم)، وعندئذ جاء الفارس، وقال: يا رسول الله إني وقفت على الجبل كما أمرتني، فلم أنزل عن فرسي إلا مصلياً أو قاضي حاجة حتى أصبحت، فلم أحس أحداً، فقال رسول الله a: (ما عليه أن يعمل بعد هذا عملاً)[2]

نظر إلي، وقال: انظر كيف عمد رسول الله a إلى التخيير وبث روح المنافسة بين فريق عمله، فقال: (ألا فارس يحرسنا الليلة؟)


[1] ذكرنا التفاصيل الكثيرة المرتبطة بهذا في رسالة (مفاتيح المدائن)

[2] رواه الواقدي.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 375
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست