responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 350

سرت مع محمد المهدي إلى بيته.. وقد استغربت عندما أدخلني بيتا متواضعا بسيطا، فقلت: أهذا بيتك!؟.. لقد ذكرت لي أنك أمير هذه البلدة.

قال: أجل.. وما علاقة ذلك ببيتي؟

قلت: عهدي ببيوت القادة والساسة من أكثر البيوت رفاهية.. فالقائد لا يمكن أن يفكر إلا في بيت مكيف مملوء بالزينة والزخارف.

قال: ألم أقل لك بأن مصدر قيادتي وراثة من محمد a؟.. فهل كان لمحمد a من البيوت ما ذكرت؟

قلت: الوضع مختلف تماما.. نحن الآن في عصر آخر.

قال: إن ما تقوله هو الحجاب الأعظم الذي زور وراثة رسول الله a.. نعم الزمن زمن آخر.. ولكن البشر هم عين البشر.

في عهد رسول الله a كان القياصرة والأكاسرة، وكان لهم من النعيم ما لم يكن لملوك هذا الزمان ورؤسائه.. فهل ترى محمدا a تأسى بهم، أم تأسى بالحقيقة التي طلب منه أن يكون عليها.

قلت: لقد رضي محمد لنفسه هذه الحياة.. وهو لم يوجبها على غيره.

قال: من أراد أن يرث محمدا في قيادته، فعليه أن يحيا حياته.

قلت: إنك تكلف القادة عنتا.

قال: أصدقك القول.. أنا لم أصل إلى القيادة إلا من هذا الطريق..

قلت: كيف ذلك؟

قال: لقد رأيت قومي يتصارعون في انتخابات تملأ أجواءهم بالبغضاء والحقد والقطيعة.. فنأيت عن كل ذلك.. واخترت أن أصل إلى الناس بالأسلوب الذي وصل به محمد a..

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست