اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 342
دعوته، وكان من ضمن ما قاله[1]: إن من أعظم نعم الله تعالى على
من سلك سبيل الدعوة إلى الله أن يُرزق زوجة معينة تحمل معه همومه وتعيش معه آماله
وآلامه وطموحه، بل وتحمل معه أعباء دعوته، ومن نظر في سيرة الرسول a في أول أمر دعوته وموقف أم المؤمنين
الأولى السيدة خديجة يعلم تمام العلم ما يمكن أن تؤديه زوجة الداعية..
لقد كانت أمنا خديجة مدرسة بحق تتعلم
فيها زوجات هذا الزمان كيف تكون الزوجة الحقة.
إن مواقف خديجة كلها خالدة، ويكفي
موقفها من زوجها حينما أتاها خائفا بعد أول نزول للوحي .. لقد آمنت به فكانت أول
المؤمنين والمؤمنات، وواسته بمالها وأعانته بكريم معشرها وحسن مشورتها وكانت هي
الصدر الحنون الذي يلقي عنده كل الهموم والغموم وينفس فيه عن نفسه مما يلقاه من
أذى المشركين وما سمع منها يوما كلمة تضجر أو تبرم بل الرضا كل الرضا والمعونة
الصادقة بكل ما تحمل كلمة الصدق من معان.
لقد كانت خديجة أكبر من أن تعد مآثرها،
أو أن تحاط مفاخرها.. فلا غرو أن أحبها المصطفى حبا لم يحبه أحدًا سواها، وما زال
يذكرها بعد موتها بالحسنى..
***
وفي موقف آخر سمعته يتحدث عن دور المرأة
في الدعوة إلى الله.. وقد كان حديثه لبعض المتشددين ممن كان يحمل تصورات خاطئة عن
المرأة في الإسلام، وكان من حديثه له قوله: لا تقل هذا.. فمحمد a كان يحترم المرأة، ويعرف مكانتها، ويعرف
تأثيرها الكبير في الدعوة إلى الله.. وقد حفظ لنا تاريخ الإسلام الكثير من
الداعيات إلى الله على بصيرة ممن
[1] من مقال بعنوان (زوجة الداعية.. جندي مجهول في طريق الدعوة)
نقلا عن (المفصل في فقه الدعوة إلى الله)
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 342