اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 341
جرأة وصراحة، فهمَّ الصحابة ـ م ـ أن
يوقعوا به ؛ فنهاهم وأدناه وقال له: (أترضاه لأمك؟!)، قال: لا، قال رسول الله a: (فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم)، قال:
(أترضاه لأختك؟!)، قال: لا، قال: (فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم)[1]، وهكذا صار الزنى أبغض شيء إلى
ذلك الشاب فيما بعد، بسبب هذا الإقناع العقلي.
المراتب:
قلنا: عرفنا الأساليب، فما المراتب؟
قال: المراتب هي المراحل التي تمر بها
الدعوة.. فالداعية البصير هو الذي يتعامل مع كل مرحلة بما يتناسب معها.
قلنا: فحدثنا عما رأيت في دعوة الإمام.
قال: لقد كانت دعوة الإمام تستند لدعوة
إمام الأئمة.. فلذلك كان تركيزه على الأسس الكبرى التي تقوم عليها العقيدة.. وكان
في دعوته يبدأ بالأقرب فالأقرب ممتثلا في ذلك لقوله تعالى:﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الْأَقْرَبِينَ﴾
(الشعراء:214)
لقد كان يخاطب بهذه الآية كل من ينضم إلى
دعوته من التلاميذ.. وكان يقرأ عليهم قوله تعالى:﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ (طـه:132)، وقوله تعالى:﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ
إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)
وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ
مَرْضِيّاً (55)﴾ (مريم)
ويذكر لهم معها النصوص الكثيرة من أحاديث
النبي a التي تبين كيف كان a مهتما بدعوة أقاربه إلى الله، وكيف بدأ a بالأقرب، فالأقرب..
وقد حضرت مجلسا من مجالسه ذات يوم، تحدث
فيه عن تأثير زوجة الداعية في نجاح