اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 339
المفلس[1].. أتدرون ما أخبارها، فإن
أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، أن تقول علي عمل كذا وكذا،
في يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها[2].. أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح
الذين يغتابون الناس[3]..
وهو a ـ أحيانا ـ يلغز لهم، كأن يقول: (إن من
الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنما مثلها مثل المسلم فأخبروني ما هي)[4]، فلا شك أن السؤال مدعاة
للتفكير وتنميته، ومدعاة للاشتياق لمعرفة الجواب مما يجعله أكثر رسوخا في الذهن.
وكان a يظهر في كل المواقف ما يرتبط بها من
عناصر التشويق، فلهذا (كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر
جيش يقول: صبحكم ومساكم)[5]، وقد يغير جلسته ـ إظهارا
للاهتمام ـ كما في حديث أكبر الكبائر: (وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور،
ألا وشهادة الزور)[6]
وكان a لهذا ينوع في الوسائل التعليمية، فكان
يشير تارة بقوله a: (أنا وكافل اليتيم كهاتين ـ
وأشار بأصبعه السبابة والوسطى ـ)[7]، وقال a: (الفتنة من هاهنا من حيث يطلع قرن
الشيطان)، وأشار بيده إلى المشرق[8].
وكان a يضرب الأمثلة، أو يفترض القصة، كما قال a: (مثل القائم في حدود الله