responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 31

قلت: وأنت؟

قال: منذ ريعان شباني كنت أبحث عن الإنسان.. كان مطلبي الأعلى أن أتحقق بالإنسانية التي هي غاية وجودي..

قلت: على أي دين كنت؟

قال: في البدء لم أكن على أي دين من الأديان.. وقد بدأت بأقدم الأديان أبحث فيها عن الإنسان.. فمررت بها جميعا إلى أن ضمني دين الإسلام..

قلت: ألم يستطع بوذا أن يجعلك إنسانا؟

قال: لقد كان بوذا عظيما.. ولكن ما وصلنا عن بوذا لم يكف ليجعلني إنسانا.

قلت: وزرداشت؟

قال: مثله.. لقد كان عظيما.. ولكن ما وصلنا عنه لم يكف ليجعلني إنسانا.

قلت: وكونفوشيوس؟

قال: مثلهما.. لقد كان عظيما.. ولكن ما وصلنا عنه لم يكف ليجعلني إنسانا.

قلت: والمسيح.. ذلك الذي امتلأ بالطهر والكمال؟

قال: لقد كان عظيما.. ولكني لم أجد في الأناجيل ما أتمسك به لأصير إنسانا.

قلت: فلم تجد غايتك إلا عند محمد؟

قال: أجل.. لقد وجدت كل شيء عنده.. كل لطائفي غذيت بلطائفه.. وكل أسراري غذيت بأسراره..

لقد وجدت فيه العارف الذي انفتحت له مفاتيح أسرار الوجود، فهو ينهل منها، ويرتوي من عيونها.

ووجدت فيه العابد الذي ملأ كل أركانه عبادة وتسبيحا وذكرا..

ووجدت فيه الزاهد الذي راوده كل شيء عن نفسه، فلم تزع عينه ولم تطغ.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست