responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 305

ببحثي عن الإنسان الكامل..

كان من تلاميذ الإمام رجل من كبار الأغنياء، وقد كان له من السلطان في ذلك الحين ما لا يضاهيه فيه إلا القليل.. ولكن بعض الحوادث التي تعرض لها جعلته يدخل في دعوة الإمام، ويصير تابعا من أتباعه بعد أن تخلى عن كل ما كانت تفرضه عليه سلطته من الكبر والتعالي..

لقد كتب لي أن ألتقي هذا الرجل بعد أن سيم الخسف، وأذيق من كل ألوان الهوان، وفوق ذلك لم يتخل عن الإمام، ولا عما يدعو إليه الإمام.

في قمة ذلك الجبل جلست معه، وقد كان مظهره لا يختلف عن مظهر خادم بسيط بين يدي الإمام، وبين يدي تلاميذ الإمام..

قلت له: يا فلان، كيف تركت ذلك العز الذي كنت فيه لتجلس هذا المجلس الذي كان يستكبر عن مثله أبسط خدمك؟

قال: يحق لك في عالم الجسد أن تقول هذا.. لأنك لا ترى أمامك إلا جسدا قد أهلكته الآلام.. ولكنك لو أبصرت تلك العوالم الجميلة التي تسكن فيها روحي ـ بعد صحبتي للإمام ـ ما قلت هذا الكلام.

قلت: فحدثني عن تلك العوالم.

قال: تلك العوالم لا تعرف إلا بالرحلة.. والحديث عنها لا يزيدك عنها إلا بعدا.. ولكني مع ذلك سأقرب لك..

إن أغنى الأغنياء وأثرى الأثرياء وأعظم الوجهاء لا يملك بيتا واحدا من تلك القصور العظيمة التي أسكنني فيها الإمام بعد أن علمني كيف أقرأ القرآن، وكيف أصحب محمدا رسول الله، وكيف أعيش في عوالم أهل الله.

قلت: وجسدك الذي ذاق من ألوان الهوان ما ذاق.

ابتسم، وقال: ليس جسدي أفضل من تلك الأجساد التي صاحبت رسول الله، ولم

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست