responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 293

قلت: فأنت مجرم إذن.. يوشك أن تقبض عليك الشرطة لتملأ بك سجونها، أو لعلها تضع رقبتك في المشنقة التي تريد أن تضع رقبتي عليها.

أرسل ضحكة عالية، وقال: فأنت لا تعرفني.. ولا تعرف هذه البلاد.. أنا هو الشرطة التي تتحدث عنها.. لقد علقتُ بيدي على المشانق خمسة آلاف ومائتين وستة عشر شخصاً في اثني عشرة سنة الماضية[1].

قلت ـ والدهشة تملؤني ـ: أهذا سلوكك وحدك.. أم سلوك جميع أصحابك؟

ضحك ضحكة عالية، وأشار إلى مغارة في تلك الجبال، وقال: أترى تلك المغارة؟

قلت: أجل.. ما بها؟

قال: لقد التجأ ما يقرب من ألف وخمسمائة شقي إلى هذه المغارة، وما بقربها من المغارات، فأتت طائراتنا الحديثة.. وألقت قنابل مكثفة عليهم، فكانت الانفلاقات مستمرة حتى طهرت تلك البقاع من العصاة، حيث أحرقت جميع القرى التي التجأ اليها الاشقياء، وامتلأ وادي زيلان بجثث الذين أبيدوا [2]..

امتلأت رعبا من حديثه هذا، فقلت: ما الذي تريد بكل ما ذكرته لي؟

أرسل ضحكة عالية، وقال: لا زلت لا تعرف هذه البلاد.

قلت: ما علاقة حديثك هذا بهذه البلاد؟

قال: أنت لا تعرف سياستها.. أنت تعرف فقط أرضها وجبالها وأشجارها.

قلت: فما سياستها؟

قال: ما كنت أذكره لك..

ثم غير لهجته ليبدو كوحش كاسر، وقال: إن سياستنا تعتمد التخويف.. وبث الرعب..


[1] اقتبسنا هذا من تصريح الجلاد (قارا علي) الى صحيفة (صون بوسطة) في عددها الصادر في 3/ 3/ 1931.

[2] هذا ما وصفت به صحيفة (جمهوريت) في عددها الصادو يوم 16/ 7/ 1930 ما حصل في شرقي الاناضول.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست