اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 274
(النعجة دولي) بسنوات عديدة، ولم يكن أحد
يعارضها ما دامت في المختبرات.. ولكنها لم تبق في المختبرات.. ولا في يد من يريد
الخير بالبشرية.
قلت: فهل سرقها بعض اللصوص؟
قال: بل سرقها الكثير منهم.
قلت: فماذا فعلوا فيها، وبها؟
قال: لقد نشروا بها أمراضا لم
تكن في الحسبان.. وأصبح خطر الاحتكار وتحكم الشركات العملاقة ومعامل التجارب
الجينية في غذاء الناس ماثلاً للعيان.. وصار كثير منا وهو يشتري متطلباته من مراكز
التسويق أو أسواق الخضار والحبوب يحس بشيء من الخوف، ويشعر بهاجس يلازمه من أن
يكون مشترياً حتفه بنفسه، فهو لا يدري المعالجات الجينية التي أُخضع لها ذلك
الطعام، ولا كمية المخصبات والمبيدات الحشرية التي استخدمت في إنتاجه.
قلت: ولكن ألا يمكن أن يكون
هذا مجرد هاجس لا مبرر له.. فهذه الأساليب الحديثة ربما تنقذ البشرية من خطر نقص
الغذاء؟
قال: عن أي غذاء تتحدث.. إن
الذي خلق البشرية خلق لها من الرزق ما يكفيها.. ألم تقرأ قوله تعالى:﴿
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ
وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ
كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (البقرة:57)؟
قلت: بلى قرأتها.. ولكن ما
علاقتها بما نحن فيه.
قال: إن بني إسرائيل كانوا في
ذلك الحين معاقبون من الله بسبب جرائمهم.. ولكن ذلك لم يحل بينهم وبين أن يتنزل
عليهم رزق الله.. فالله أنزل عليهم من الرزق ما يتناسب مع حاجاتهم.
قلت: فهل تنتظر البشرية حال
المجاعة المن والسلوى كما انتظر بنو إسرائيل.
قال: يحق لمن شاء أن لا يؤمن
بتنزل المن والسلوى، ولكن لا يحق لمن شاء أن يضع
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 274