responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23

111

قال: قبل أن أظفر به سقطت على ورثة كثيرين.. ولكن شموس أكثرهم كانت محجوبة بغمام كثير جعل شمس محمد a تبدو في مرائيهم باهتة تكاد تحتضر.

قلت: فهل تحدثني عنهم؟

قال: هم كثيرون.. ولن تفيدك معرفتهم شيئا.. بل إنهم كانوا حجابا كثيفا وقف بيني وبين محمد a دهرا من الزمان..

قلت: فحدثني عنهم لأتقيهم، ولئلا يقفوا حجابا بيني وبين شمس محمد a، أو حتى لا تتشوه شمس محمد a عندما أنظر إليها من خلال مرائيهم.

ابتسم، وقال: لقد كان أولهم رجلا كان مشغوفا بمظهره.. آتاه الله بسطة في الجسم، ولكن المسكين لم يؤت مثلها في العقل.. لقد رأيته فهبته، وقلت لنفسي: لا شك أن هذا وارث لمحمد.. وسأعرف محمدا من خلاله.. وقد نشطني لصحبته أني سمعت أصحابه يذكرون أنه (السنة تمشي)..

قلت: فماذا وجدت؟

قال: وجدته لا يعرف رسول الله إلا لحية وقميصا وكحلا وخاتما.. وكأن رسول الله a جاء ليعلمنا كيف نلتحي، وماذا نلبس، وأين نضع الخواتم في أصابعنا.

قلت: وحقيقته التي تمثل سره.. كيف وجدتها؟

قال: لقد وجدتها مزبلة للأحقاد.. فهو حقود غليظ القلب، لا تكاد الابتسامة تخرج من فمه لأحد من الناس.

قلت: فما الذي حال بينه وبين الابتسامة، وقد كانت الابتسامة سنة رسول الله a؟

قال: لقد كانت الابتسامة عنده محصورة فيمن كان له لحية كلحيته، وقميص كقميصه، وخاتم كخاتمه.. وقد رأيته مرة يهجر صاحبا له هجرا شديدا، بل يذمه ذما قبيحا، بل يحذر منه القاصي والداني، لأن صاحبه المسكين تجرأ، فقصر لحيته، وأطال قميصه.

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست