responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 202

قلت: من تقصد؟

قال: أقصد هؤلاء الخلق الذين انشغلوا بالأدنى عن الأعلى.. ورضوا بالقليل، وتركوا الكثير.. وباعوا الله وفضل الله ورضوان الله ليشتروا بدله السراب الذي لا يغنيهم من جوع، ولا يرويهم من ظمأ؟

قلت: ولكن الخلق تواطأوا على أن يسموا أولئك (حريصين)، وأن يسموك أنت ومن معك زهادا.

قال: ما أكثر ما يخطئ الخلق في تعابيرهم.. إنهم يسمون الأشياء بغير مسمياتها.

قلت: فممن نتعلم تسمية الأشياء بأسمائها؟

قال: من الله.. لقد علم الله ﴿ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ (البقرة: 31).. ولكن بني آدم سرعان ما نسوا ما علمهم الله من أسماء، وراحوا يبتدعون ما شاءت لهم أهواؤهم منها.

قلت: فهل ذكر الله في كلماته المقدسة الحرص والزهد؟

قال: لا يمكن للكلمات أن تكون مقدسة ما لم تعلمك حقائق الوجود، وما تقتضيه حقائق الوجود.

قلت: فما قالت كلمات الله المقدسة في هذا؟

قال: لقد امتلأ القرآن الكريم بذكر الذين زهدوا في الآخرة، وباعوها بالدنيا، وامتلأ بذكر ما وقعوا فيه من غبن وخسارة:

فذكر أنهم بتصوراتهم المشوهة عن الدنيا والآخرة واقعون في ضلال بعيد، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ (ابراهيم:3)

وذكر أنهم هم الخاسرون، فقال:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾

اسم الکتاب : النبي الإنسان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست